مستقبل مانشستر سيتي بدون بيب جوارديولا: من سيكون البديل؟

تشير تقارير إعلامية بريطانية إلى أن المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي يعتبر أحد أبرز المدربين في تاريخ مانشستر سيتي، قد يرحل عن النادي في نهاية موسم 2024-2025. على الرغم من رغبة النادي في تمديد عقده الذي ينتهي في 30 يونيو 2025، يبدو أن جوارديولا يخطط لإنهاء فترة قيادته للفريق بعد نحو تسع سنوات من النجاحات الكبيرة.

زعمت تقارير صحفية بريطانية أن جوارديولا قد يرحل عن مانشستر سيتي بعد نهاية موسم 2024-2025 رغم رغبة النادي في بقائه لمواسم أخرى. ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن هناك أربعة أسماء مرشحة لخلافة المدرب الأكثر تتويجًا بالألقاب في السنوات العشر الأخيرة. يُعتبر رحيله عن ملعب الاتحاد مسألة وقت لا أكثر.

منذ توليه تدريب مانشستر سيتي، قاد جوارديولا الفريق إلى فترة هيمنة غير مسبوقة في الدوري الإنجليزي الممتاز. تمكن المدرب الإسباني من إحراز 15 لقباً مع الفريق، من بينها إنجاز خماسي تاريخي في عام 2023، حيث فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس إنجلترا، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. هذه الفترة شهدت هيمنة مانشستر سيتي على الساحة الكروية المحلية والدولية، مع تقديم كرة قدم هجومية جذابة ومبتكرة.

كان لأسلوب جوارديولا التكتيكي الفريد والمبتكر دور كبير في تحقيق هذه النجاحات. اعتمد المدرب الإسباني على نهج اللعب بالتمريرات القصيرة والاستحواذ على الكرة، مما جعل مانشستر سيتي فريقًا يصعب مواجهته. كما تمكن من تطوير العديد من اللاعبين ليصبحوا من بين الأفضل في العالم، مثل كيفين دي بروين، ورحيم ستيرلينغ، وبرناردو سيلفا. نجاحاته لم تقتصر فقط على البطولات المحلية، بل امتدت إلى الساحة الأوروبية حيث حقق الفريق دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.

مع اقتراب نهاية عقد جوارديولا، بدأت إدارة مانشستر سيتي في البحث عن بديل قادر على مواصلة مسيرة النجاح. ووفقًا للصحفي الموثوق جاك غوغان، فإن النادي لديه عدة أسماء على أجندته لتولي منصب المدير الفني. من بين هؤلاء المدربين ميشيل، مدرب جيرونا، الذي أظهر قدرات تدريبية مميزة في الدوري الإسباني؛ تشابي ألونسو، المدرب الحالي لباير ليفركوزن، الذي يُعرف بفهمه العميق للعبة وخبرته كلاعب ومدرب؛ جوليان ناجلسمان، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، الذي يتميز بأسلوبه التكتيكي المتطور وقدرته على تطوير اللاعبين الشباب؛ وروبيرتو دي زيربي، المدرب السابق لنادي برايتون، الذي يرتبط اسمه بشدة أيضًا بنادي تشيلسي، ويُعرف بأسلوبه الهجومي وقدرته على تحقيق نتائج إيجابية مع فرق متوسطة الإمكانيات.

ذكرت "ديلي ميل" أن مخطط مانشستر سيتي للبحث عن خليفة لجوارديولا سيبدأ بمواطنه ميشيل، الذي قاد نادي جيرونا لإحراز المركز الثالث في الدوري الإسباني 2023-2024 وأهله لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، مما يجعله المرشح الأقرب لتولي المنصب بعد تألقه في الليجا. كما أشارت الصحيفة إلى أن الألماني يوليان ناجلسمان، الذي لديه عقد مع منتخب ألمانيا حتى عام 2026، يُعد أحد الأسماء المهتم بها مانشستر سيتي. أما تشابي ألونسو، فهو الآخر يحظى بتقدير كبير بعد قيادته ليفركوزن لإحراز الثنائية في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخ النادي.

على الرغم من محاولات إدارة مانشستر سيتي لتجديد عقد جوارديولا، يبدو أن المدرب الإسباني عازم على الرحيل بعد نهاية عقده. ولهذا السبب، يعمل النادي على ضمان انتقال سلس وخالٍ من المشاكل للحفاظ على استمرارية النجاح والتفوق في المنافسات المحلية والدولية. الاختيار الصحيح للمدرب الجديد سيكون حاسمًا في استمرار تحقيق البطولات والحفاظ على مستوى الأداء العالي الذي حققه الفريق تحت قيادة جوارديولا.

تعد هذه المرحلة حاسمة في تاريخ مانشستر سيتي، حيث أن التحدي الرئيسي سيكون في الحفاظ على الهوية الكروية للفريق والابتكار التكتيكي الذي أدخله جوارديولا. الإدارة ترى في الأسماء المطروحة إمكانيات واعدة لتولي هذا الدور الكبير، وتتطلع إلى اتخاذ قرار مدروس يعزز من مكانة النادي على المستويين المحلي والأوروبي.

بينما يقترب موعد رحيل جوارديولا، تتزايد التوقعات حول من سيكون قادراً على ملء الفراغ الذي سيتركه. ستكون إدارة مانشستر سيتي أمام تحدي كبير في اختيار المدرب المناسب، إذ أن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على مستقبل النادي ومسيرته في المنافسات القادمة. النجاح في هذه المهمة يتطلب دراسة دقيقة وقدرة على التنبؤ بالتطورات المستقبلية في كرة القدم، لضمان أن مانشستر سيتي سيواصل رحلته الناجحة ويبقى في قمة الكرة الإنجليزية والأوروبية.

من بين المرشحين، يعتبر ميشيل خيارًا مغريًا نظرًا لإنجازاته مع جيرونا. تمكن ميشيل من قيادة فريقه إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وهذا يعكس قدرته على تحقيق نتائج مبهرة مع فرق تمتلك موارد محدودة نسبيًا. يتميز أسلوبه التكتيكي بالمرونة والقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف، مما يجعله خيارًا مناسبًا لإدارة مانشستر سيتي التي تبحث عن مدرب قادر على مواصلة فلسفة اللعب الهجومي التي أرساها جوارديولا.

أما جوليان ناجلسمان، فيعتبر واحدًا من أكثر المدربين الشباب موهبة في العالم. على الرغم من ارتباطه بعقد مع منتخب ألمانيا حتى عام 2026، إلا أن اهتمام مانشستر سيتي به يشير إلى تقدير كبير لإمكانياته. ناجلسمان معروف بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب وابتكاراته التكتيكية، وهو ما قد يجعله الخيار الأمثل لمرحلة جديدة في تاريخ النادي.

تشابي ألونسو، من جهته، يجلب خبرة واسعة كلاعب ومدرب. نجاحاته مع باير ليفركوزن وإحرازه الثنائية في ألمانيا تعزز من فرصه في تولي قيادة مانشستر سيتي. ألونسو يمتلك فهماً عميقاً للعبة وقادر على تقديم أفكار جديدة تتماشى مع فلسفة النادي الهجومية.

روبيرتو دي زيربي، الذي حقق نجاحات ملموسة مع برايتون، يُعد خيارًا آخر جدير بالاعتبار. أسلوبه الهجومي والقدرة على تحقيق نتائج إيجابية مع فرق ذات إمكانيات محدودة يجعله مرشحًا قوياً. رغم ارتباط اسمه بنادي تشيلسي، إلا أن تجربة دي زيربي في الدوري الإنجليزي تجعله خياراً مألوفاً لجماهير مانشستر سيتي.

في ظل هذه المعطيات، يتعين على إدارة مانشستر سيتي اتخاذ قرار مدروس يضمن استمرارية النجاح والابتكار. يتميز النادي بإرثه العريق وإنجازاته تحت قيادة جوارديولا، ويجب على المدرب الجديد أن يكون قادرًا على الحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه. إن التحديات المقبلة تتطلب رؤية واضحة واستراتيجية محكمة لاختيار المدرب الذي يستطيع قيادة الفريق نحو المزيد من البطولات والتفوق على الصعيدين المحلي والدولي.

ختامًا، رغم التحديات المستقبلية، فإن الإرث الذي سيتركه بيب جوارديولا سيكون دائمًا مصدر إلهام للمدربين الجدد ولاعبي مانشستر سيتي. النادي يسعى للحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه من خلال تعيين قائد جديد قادر على تحقيق تطلعات الجماهير والملاك في استمرار تحقيق البطولات. ستكون هذه المرحلة حاسمة في تاريخ النادي، وستتطلب حكمة وحنكة في اختيار المدرب الذي يمكنه الاستمرار في بناء فريق قوي ومنافس على جميع الأصعدة.