بصورة : بعد 574 يوما رونالدو في مهمة رد الاعتبار ونزع الأسلحة السامة


على الرغم من المسيرة الأسطورية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، التي حصد خلالها العديد من الإنجازات الفردية والجماهيرية، فقد واجه العديد من اللحظات الصعبة بطبيعة الحال.

من الواضح أن رونالدو يدفع ضريبة نجوميته الزائدة في كل مكان يذهب إليه، حيث يتعرض باستمرار لهجمات من الصحافة والإعلام. ورغم ذلك، ينجح دائمًا في الرد على هذه الانتقادات بأدائه في الملعب.

قدرات رونالدو الهائلة هي سلاح ذو حدين؛ فهي تمكنه من قيادة الفرق التي لعب لها ومنتخب بلاده نحو الإنجازات، لكنها تجعله أيضًا هدفًا للانتقادات عند التعثرات، وهذا ما حدث في عدة مناسبات.

ولا شك أن الفترة الثانية لرونالدو مع مانشستر يونايتد كانت الأصعب في مسيرته، حيث كادت أن تدفعه للاعتزال بسبب الهجمات الإعلامية التي تعرض لها. ومع ذلك، رد رونالدو على هذه الهجمات بأدائه القوي في الملعب.

**عودة إلى مانشستر يونايتد وبدء التحديات**

في صيف 2021، قرر رونالدو العودة إلى مانشستر يونايتد قادمًا من يوفنتوس، وهو قرار تبين لاحقًا أنه من أسوأ خطوات مسيرته. ورغم تألقه في موسمه الأول كهداف للفريق، تراجع أداؤه بشكل كبير في الموسم الثاني (2022-2023).

تعددت أسباب تراجع رونالدو في هذا الموسم، أبرزها وفاة طفله حديث الولادة والتعامل السيئ من المدرب الهولندي إريك تين هاج، الذي قلل من شأنه باستبعاده من المباريات أو إشراكه في الدقائق الأخيرة فقط. أثار هذا التعامل غضب رونالدو، فخرج عن النص في إحدى المباريات، مما أدى إلى معاقبته بالابتعاد عن التدريبات والمباريات. ورغم عودته لاحقًا، لم يشارك بانتظام.

في تصريح شهير قبل رحيله عن مانشستر يونايتد، انتقد رونالدو الإعلام قائلاً: "هؤلاء الأشخاص لا يقولون سوى الأكاذيب، فأنا احتفظ بـ 100 خبر، منها 5 صحيحة". استمرت الصحافة الأوروبية في الهجوم عليه، مطالبة باعتزاله.

**فضيحة مع بيرس مورغان**

قبل أيام قليلة من كأس العالم 2022 في قطر، ظهر رونالدو مع الصحفي بيرس مورغان ليتحدث عن معاناته مع النادي الإنجليزي. كشف في حديثه عن سوء الإدارة في مانشستر يونايتد، وهاجم الإعلام ومدربه تين هاج، مما أدى إلى فسخ عقده مع النادي.

**خيبة أمل المونديال**

أعلن رونالدو أنه سيخوض مونديال قطر بدون ضغوط، لكن أداؤه المتواضع في دور المجموعات وتسجيله هدفًا واحدًا من ركلة جزاء، جلب عليه انتقادات جديدة، خصوصًا من الصحف البرتغالية التي طالبت المدرب فرناندو سانتوس باستبعاده.
في مباراة ثمن النهائي ضد سويسرا، استجاب سانتوس للضغوط وأبعد رونالدو عن التشكيلة الأساسية، مما أدى إلى فوز البرتغال بنتيجة (6-1) وتسجيل جونزالو راموس هاتريك. شارك رونالدو كبديل في الدقيقة 75، لكنه لم يقدم شيئًا يذكر وظهر عليه الحزن.

في المباراة التالية ضد المغرب في ربع النهائي، أبعد سانتوس رونالدو مرة أخرى عن التشكيلة الأساسية، مما أدى إلى خسارة البرتغال (0-1) وخروجها من المونديال، ليغادر رونالدو الملعب باكيًا في مشهد حزين.

**استعادة البريق**

غادر رونالدو الملاعب الأوروبية وانتقل إلى النصر السعودي، في خطوة انتقدها البعض، لكنها ساهمت في استعادة بريقه. سجل 54 هدفًا مع النصر والبرتغال في عام 2023، وتصدر قائمة هدافي دوري روشن للمحترفين بتسجيله 35 هدفًا، محطمًا الرقم القياسي السابق.

قاد رونالدو النصر لتحقيق البطولة العربية لأول مرة في تاريخه، بالفوز على الهلال (2-1) في النهائي، حيث سجل هدفي فريقه، وحصد الحذاء الذهبي للبطولة برصيد 6 أهداف.

**التحدي القادم: كأس الأمم الأوروبية 2024**

يستعد رونالدو لخوض أول بطولة دولية كبرى بعد كأس العالم، وهي كأس الأمم الأوروبية 2024. سيقود البرتغال في المباراة الأولى ضد التشيك غدًا الثلاثاء، في رحلة جديدة لإثبات قدراته والتغلب على الانتقادات التي واجهها طوال مسيرته.

ستمر 574 يومًا منذ رحيله عن الملاعب الأوروبية في 22 نوفمبر الماضي، عندما يواجه التشيك. فهل سينجح في بداية مشواره الجديد؟
تعليقات